الموضوع: المعنّفة لمى
عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 11-29-2012, 10:50 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مراقب عام

إحصائية العضو






راعي الكيف is on a distinguished road

 

راعي الكيف غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي المعنّفة لمى

في وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر من الطبيعي أن يكون خطاب المستخدمين متطرفاً وانعكاساً لمواقفهم واتجاهاتهم النفسية والذهنية وهم يتعاطون مع الواقعة.. ما هو غير طبيعي بكل تأكيد أن يكون الخطاب الإعلامي، الذي تُفترض فيه المهنية والحيادية وموضوعية الطرح؛ كونه يغطي وقائع ما يجري في المجتمع، يطفح بالتصنيف، وبتوجيه مسبق لذهنية المتلقي تجاه الطرف الرئيسي والمتورط في الحدث؛ كونه داعية..
حقيقة، لا أريد أن أجزم بوجود ذهنية خطرة في صحافتنا، أجندتها تجييش حالة من الاحتقان بين فئات المجتمع، وكأننا بحاجة إلى ذلك، ولكنني أعتبرها مسألة مفردات لا واعية في الخطاب الإعلامي، مع سوء تقدير لردة الفعل الشعبية وتأثيراتها على الجمهور بشكل غير مسؤول..
خطورة مثل هذه القصص الخبرية مبطّنة برسائل ضمنية، تقود القارئ لموقف بعينه من القصة شئنا أم أبينا.. قصة خبرية كهذه تحرِّك تعاطفاً شعبياً؛ من الضروري أن تُعرض بشكل احترازي، لا يتضمن نتائج مسبقة ولا متغيرات تجعل الجمهور يبني تصورات مسبقة تظلم أطرافاً في قضية قيد التطور..
ولما لم يظهر الخبر بلا أية تفاصيل عن وظيفة أو نشاط الأب فهي حالة إنسانية عايشنا العديد مثلها في السنوات الأخيرة بوصفها نتيجة لأسرة مفكّكة وعلاقة غير طبيعية بين الأبوين، ونزاع على حضانة أطفالهما.. قد يقول البعض إن مفردة داعية محايدة، ولا فيها شيء.. وأقول: سليم هذا الكلام لو لم نكن في حالة تجاذب وشد وجذب بين أطراف تصنّف بعضها بملصقات مجتمعية، لكل منها تمدداتها ومساحات حراكها التي لا تخدم فكرة المجتمع المتصالح..
على أية حال، المهنية مطلب بالغ الأهمية في ظروفنا الحالية؛ فالبلد لا يحتمل مزيداً من الاحتقان ومزيداً من التشنّج، ويتطلب حسن التقدير في الخطاب الإعلامي لمصلحة المجتمع.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

Dr.atwaairgi@gmail.com



http://sabq.org/RY0aCd







رد مع اقتباس