بين هنا.. وهناك!

المقارنة الإيجابية بين المجتمعات المختلفة تساعد على التعرف على جوانب القوة والقصور في شتى مناحي الحياة. ومن الذكاء أن تتم المقارنة باحترافية؛ فنعرف كيف صاروا، وما مصادر نجاحهم؛ فنقلدهم على أقل تقدير، لا أن نستخدم الفروقات من باب التندر والحسرة والألم.

الابتعاثات التعليمية ومشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ساعد كثيراً في التعرف على ثقافات الشعوب، وكيف يعيشون، وخصوصاً الدول المتقدمة منها، فبدأنا تدريجياً في رفع اقتصادياتنا المعرفية تجاه النجاحات العالمية؛ فيجب أن تعود عقول شبابنا لتساهم في تنمية الوطن، لا أن تصاب بفيروسات التخلف وخمول الحسرة، وترجع بخفي حنين على أقل تقدير.

كنت أستمع لحلقة إذاعية عبر إذاعة "يو إف إم"، يناقش فيها مذيع الحلقة صالح الطريقي تجارب المبتعثين، وأجمل ما في بلد الابتعاث، لأشعر بنبرات أصواتهم بين السخط والإعجاب، لكني عجبت لأنهم في حديثهم وكلامهم يشيرون لحجم المنافع التي استفادوها هناك، وكيف عاشوا وكيف استمتعوا أثناء استقرارهم هناك، لكنهم نسوا حجم الأمانة والطموح الذي ابتُعثوا من أجله هناك.

فتكاليف الابتعاث الباهظة يجب أن تسدَّد حباً وكرامة للوطن، وحق عليهم للمواطنين أن ينقلوا تلك التجارب الجميلة، فالمقارنة الزمنية بين الحضارات مجحفة، وتبقى آفاق الأمل ظاهرة لدينا، بأن مبتعثينا سيعودون بمعنويات عالية للتغيير نحو الأفضل.

همسة واقع..

كن لماحاً في التعاطي مع النجاحات؛ فعنصر التغيير يبدأ من الذات {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}؛ فلا تعلق تقدم الآخرين على ظروفهم الحياتية، ولا أنظمتهم السياسية؛ فهم من وضعوها، وهم من صنع لوائحها وأدواتها، ودافعوا عنها وطبقوها باحترام؛ فاستمتعنا بها في دراستنا وسياحتنا.



http://sabq.org/Rj1aCd