لُعْبة الترسيم.. خافوا الله يا هؤلاء..!!

منذ أن صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بترسيم وتثبيت جميع موظفي وموظفات البنود في 25/ 06/ 1426هـ، ثم تبعه أمره الكريم قبل سنتين من الآن، الذي شمل موظفي وموظفات البنود وبنود الساعات ومن كانوا على رأس العمل كالمعلمات البديلات قبل أن يتحولن إلى مستثنيات!! وكذلك خريجات الكلية المتوسطة اللاتي عملن في التدريس ردحاً من الزمن، قبل أن تحكم عليهن التربية، وتُصدر أمرها بألا مكان لهن في التعليم؛ كونهن لا يحملن البكالوريوس، مع أن ذلك مقدورٌ عليه بتفريغهن جزئياً وهن على رأس العمل، ويلزمن بتكملة البكالوريوس كما فعلوا تماماً مع خريجي الكليات المتوسطة من المعلمين، أم أن التربية نسيت أو تناست ذلك؟!..

أقول حينما صدر الأمر الملكي سارع كثير من المتنفذين والمسؤولين، ومنهم المسؤولون الصغار في القطاعات الحكومية، إلى الاستفادة من ذلك القرار أيما استفادة؛ فها هي الفرصة تأتيهم على طبق من ذهب؛ فهذا قريب، وذاك حبيب، والآخر يتقرب به إلى بعيد؛ من أجل مصلحة في ترقية أو حظوة عند مسؤول أكبر منه، في ظل غفلة أو تغافل بعض الجهات المعنية بمراقبة سير أعمال تلك الجهات؛ فهذا ترسيم وتثبيت وليس أي كلام!! وبفضل تصرفات بعض مسؤوليها، ممن لم يقوموا بواجبهم مع الأسف، تم الاستغناء عن الموظفين والموظفات البسطاء، ممن كانوا في قمة التزامهم في أعمالهم، وتم فصلهم أو الاستغناء عنهم، أو في أحسن الأحوال قيل لهم سوف نتصل بكم، وبطبيعة الحال لن يتصلوا بهم أبداً، فهذه لعبة يلعبها بعض صغار المسؤولين أيضاً ممن لا يخافون الله!! ذلك ما حدث ويحدث حتى الآن في كواليس كثير من القطاعات الحكومية على مرأى ومسمع من بعض الجهات الرقابية، فهل تتنبه لما يجري لأولئك المظلومين، وتوقف أولئك المسؤولين عند حدهم؟!

وكنتيجة لتلك التصرفات من بعض المسؤولين المتنفذين تم الاستغناء عن بعض خريجات الكلية المتوسطة وبعض البديلات المستثنيات، وبعض موظفي وموظفات القطاعات الحكومية حتى الآن، وبقي بعضٌ من أولئك على رأس العمل، ممن لهم ولهن واسطات!!

وها هي معلمة من خريجات الكلية المتوسطة، تم إخراجها من فصلها قبل عشر سنوات، وقالت لها المشرفة بكل براءة وهي واقفة بجانبها، وهي تلملم حاجياتها، وقد أتوا بمعلمة جديدة ليس لديها أي خبرة، لديها فقط "واو كبير!!": "سامحيني يا ابنتي، فالذنب ليس ذنبي"!! إذا الذنب ليس ذنبك فذنب من إذاً؟! ولماذا تنفذينه وأنت تعرفين أنه خطأ وفيه ظلم وتعدٍّ على حقوق الآخرين؟! فمع الأسف أيتها المشرفة أنت شريكة في ذلك، اقتنعت أم لم تقتنعي؟!

وأيضاً قال لي أحد الشباب قبل أيام "موظف حكومي مؤقت" تم الاستغناء عنه قبل شهر، وقد عمل أكثر من 200 يوم، ولم يغب، ولم يتأخر طوال تلك المدة، وسجله نظيف لدى رئيسه، وحينما لم يتم استدعاؤه وعلم بتوظيف شباب جدد، لم يسبق لهم العمل، ذهب إلى رئيسه فقال له "سوف نستدعيك الشهر القادم"، وطلب مني الكتابة عن ذلك، وقلت له اذهب في بداية الشهر القادم، وإن لم تتم إعادتك فاذهب إلى رئيسه الذي أعلى منه، واشكُ له مظلمتك!

وختاماً.. القائمة طويلة، لو أردت سردها من الموظفين والموظفات الذين تم تسريحهم - وهم في ازدياد مستمر - بفعل فاعل لكتبت الكثير، على الرغم من انضباطهم في العمل من أجل عيون قريب أو حبيب أراد بعض المسؤولين أن يحل محلهم آخرين، على الرغم من عدم كفاءتهم!!

وهنا أتحدث عن المنضبطين في العمل، أما غيرهم فلا أتحدث عنهم! ويحق لي أن ألوم أولئك الموظفين والموظفات البسطاء، ممن هُضم حقهم جهاراً نهاراً، وتركوا وظيفتهم وهم في قمة إخلاصهم والتزامهم بها؛ فالمفترض منهم ألا يتركونها حتى لا يعطوا فرصة لأولئك المسؤولين الذين لا يخافون الله للتلاعب في الترسيم، ولاسيما أن النظام يكفل لهم ذلك، ولكن هل كلنا نفقه في النظام؟!



http://sabq.org/7d1aCd