أصبحت عوالم المسؤولين تحت رحمة من حولهم، فهم يُقَيِّدون حديثهم، ويأطرون تصرفاتهم، بل وينقلون للعموم مشاعرهم وأحاسيسهم، في تصرفات لا مسؤولة ممن حولهم، حتى مبادرات المسؤولين يجب أن تخضع لجمارك من حولهم، فلا يتحركون إلى عن طريقهم في تجسيد لواقع "احذر المجتمع يا طويل العمر"!
شاهدت عبر اليوتيوب البرنامج اليوتيوبي لأمير الشباب نواف بن فيصل، فشعرت حينها بفخر نجاح لمبادرة مسؤول وليس مجرد مسؤول عن المبادرات، فابتسامته لم تفارق محياه منذ بدأ الحلقة وحتى ختمها، بل تجسد النجاح في اعترافه الجميل أنه يتقن "الخبز بالجبن" عندما افتخر بتجربة الشاب السعودي في ممارسته لهواية الطبخ، فالمسؤول إنسان قبل أن يكون وزيراً أو مديراً أو أميراً، وهناك العديد من المبادرات الذكية من وزراء ومسؤولين كمبادرات وزير العمل المهندس عادل فقيه، ومبادرة سمو رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور فيصل آل سعود الذين أوجدوا قنوات تواصل مباشرة مع المجتمع.
الخطاب المباشر والحوار العفوي جعل المسؤول أكثر قرباً في مبادراته مع المجتمع، فنحن لا نحتاج القرارات المغلفة بآراء من حول المسؤول، ولسنا مهتمين بمسؤول يشرف على مبادرات غيره في المجتمع، فهذا جزء من واجبه في وظيفته التي أقسم على تأديتها على أكمل وجه، فالتميز النسبي بين مسؤولينا ووزارئنا كيف تكون أقرب للمستفيدين وعملاء وزارتك أو خدماتك التي تقدمها، ومنها تنشأ العقلية الذكية في التعامل مع معطيات التواصل بكافة مستوياتها، فالإعلام التقليدي لم يَعُدْ يُرضي غرور المجتمع، وانحدرت ثقة المتابعين له.
توجيه خادم الحرمين الشريفين هذا العام واضح لوزرائنا ومسؤولينا بأن يكونوا شفافين، وأن يتواصلوا مع الإعلام بما يُشبع رغبات المواطنين، كنا فعلاً نحتاج لنتعرف على شخصيات المسؤولين لدينا، ونطّلع على مبادراتهم ونشاركهم بلا أقنعة يرسمها من حولهم، ليصنعوا لهم شخصيات جديدة ليست لهم، وتجعل المواطنين يجفلون منهم!، فشكراً لوسائل التواصل الاجتماعي، وشكراً لكل مسؤول جعل لهم معرفات عبر التويتر والفيسبوك، وأجمل ما شاهدت تلك المقاطع التي تبث هموم المسؤولين وهم يخاطبون المواطنين بلسان الحال الذي يقول باختصار: "نحبكم!".
http://sabq.org/jj1aCd