الشعب السعودي "كسول"!!

أكد تقرير مجلة "ذا لانسيت" البريطانية، الذي عُرض على قناة أخبار "سكاي نيوز" العربية، أن شعب السعودية أكثر الشعوب العربية كسلاً، ويأتي بعده الشعب الكويتي، ومن ثم الشعب الإماراتي. وهي الدراسة التي تشير لها وسائل الإعلام المختلفة، ولم يتناولها بالتفصيل أطراف المشاجرات والمشاحنات الفكرية؛ لتقع تحت ميكروسكوب التحليل والتدقيق؛ ليتم إفراز الاقتراحات والخطط الكفيلة بمنهجيتها أن تسرع من دوران عجلة الإنتاج لدى الأفراد، بما يعود على ناتج المجتمع كله بالفائدة.

ولأني لست متأكداً من تاريخ التقرير والمعايير التي اعتمدتها المجلة لتصنف الشعب السعودي الأول عربياً في الكسل وقلة الإنتاجية إلا أنني أرى أنها تتفق في فكرتها مع دراسة محلية الصنع، نُشرت من قبل، تؤكد أن الموظف السعودي لا يؤدي إلا جزءاً بسيطاً من واجبه اليومي؛ وبالتالي تميل الإنتاجية إلى الانحدار الخطير، ويترتب على ذلك ما يترتب من سلبيات نراها حاضرة على أرض الواقع.

للوضع الاجتماعي وطريقة تفكير الموظف الدور الأهم في كمية ما ينتجه يومياً أثناء العمل، ولكني أرى أن النظم الإدارية التي وُضعت منذ القدم ولم تُستحدث؛ لتكون المتحكم في إنتاجية الفرد، هي السبب الرئيسي؛ فالموظف إن لم يجد البيئة المحفزة له للإبداع والرادعة له عند الإهمال بالتأكيد يحدث خلل في الإنتاجية.

وعليه فإن القيادة العملية المؤهلة علمياً وتدريباً، وليست المرتكزة على المحسوبية، بلا شك ستكون الأفضل لزيادة الإنتاجية الإيجابية، ولا بد من وقوفها على نظام يكفل للموظف حقوقه وواجباته من خلال صقل مهاراته الوظيفية وتطويرها بالتدريب والابتعاث؛ وبالتالي تجبر الكل على السعي لمراقبة الأداء العملي لكل موظف، والتمييز بينهم حسب النتائج المطلوبة لتحقيق الأهداف الأساسية، وأهمها خدمة المواطن.

مقتنع تماماً بأن الإشكالية لا يتحملها الموظف فقط بقدر ما يتحملها من يدير المؤسسة أو الجهة، والنظام الذي يحتاج إلى تطوير؛ فالشباب عندما أُتيحت لهم الفرصة رأينا جديتهم في القطاع الخاص، وفي عمليات الإنقاذ أثناء الكوارث الطبيعية.

إذاً، حتى تعود عجلة العمل المنتج للدوران كما هو مطلوب، في كل مجالات حياتنا، يجب أن يكون التحرك الإيجابي مدعوماً بقوة القانون، وتحويره بما يخدم الصالح العام.




http://sabq.org/nj1aCd