عرفان ليس مذنباً!!

بالفعل مشفى عرفان وغيره من دكاكين التطبيب التي دعمت في غفلةٍ من الزمن في مدننا الرئيسة لسد عوار الخدمة الصحية لوزارة الصحة في البلد وانتشرت كالسرطان تحت سطوة كاش الرأسماليين الجدد ليس هو الملام على تردّي الجودة والنوعية للخدمة الصحية؛ ولا الإهمال ولا العمالة الرخيصة والتي لا يقبل بها أيُّ مشفى يحترم اسمه في العالم، وإنما وزارة الصحة وأساليبها الرقابية الرديئة والمحسوبيات والعلاقات المشبوهة المثبتة لدى جهات أمنية فيما بين قياديين في بعض المناطق الصحية ومسؤولي بعض هذه المشافي التعسة.

وإغلاق مشفى عرفان ليس الا مجرد ذرٍّ للرماد في العيون من وزارة الصحة التي تعرف، قبل غيرها، أن قطاع الخدمات الصحية التجاري تجاوزاته لا يقرّها عقلٌ ولا تقبل بها معايير مهنة في عديدٍ من مناطق المملكة.

الحقيقة الفاجعة هنا ليست فقط في ضعف وتردّي الأداء الرقابي والتفتيشي لمديريات الشؤون الصحية على قطاعٍ من أولويات مسؤولياتها وحسب وإنما في وجود خروقاتٍ مخيفةٍ لمنظومة الترخيص والتفتيش والرقابة على هذا القطاع التجاري تجعل من بقائه تحت مظلة وزارة الصحة، بوضعها الراهن، مغامرةً بحياة المواطن بلا أدنى شك.

أقول هذا الكلام وفي ذهني أن هناك لعبة مصالح مالية وخدماتية بين الرقيب والجهة المراقبة ومزود الخدمة وهناك نصوصٌ نظامية صريحة في هذا الخصوص تقول إن التبرعات لا تقبل من جهاتٍ تخضع لأيِّ شكلٍ من أشكال السلطة للجهة الحكومية بالمجمل، فما بالك عندما يكون المتبرّع هو صاحب مشفى رأسمالي لمديرية شؤون صحية معنية بالتفتيش والرقابة على أعماله وجودة ونوعية خدماته؟! غداً أكمل.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.





http://sabq.org/7Y0aCd