"ذاتك علامة تجارية"!..

أشعر بالرضا من نبرات صوت من يتصل بي، ليخبرني بأنني كنت سبباً في تغيُّر حاله وتطوُّر ذاته.

وفي الحقيقة هو لم يتغير لأنه سمع محاضرة أو حضر دورة تدريبية أو قرأ كتاباً؛ هو في الأساس لديه القابلية للتغيير، واكتنز في ذاته آلاف المشاعر الإيجابية، وعشرات الأفكار الكامنة، كانت تحتاج لمن يحركها في ذاته.

نحن نحتاج لمن يحرّك السكر في كأس الشاي؛ لنشعر بطعم حلاوته ولذة الحياة. يوماً بعد يوم أزداد شعوراً بأن شبابنا قادرٌ على أن يكون راية مرفوعة، ويداً عليا لخدمة دينه ووطنه؛ فتسارع الحياة يجبرنا على أن نكون! أو لا نكون؟! والكينونة الشبابية أُطّرت في تعليمنا المتهالك، فلا قدرات تبنيها، ولا مهارات تحتويها، سوى سويعات لمعلمين ومعلمات يقرؤون النصوص، ويتذمرون من الواقع؛ لأنهم في أصلهم نتائج لتعليم عام وعالٍ، لا يملكون سوى معارف بسيطة، ويحملون الجنسية "السعودية" - دعمتهم السعودة - خولت البعض منهم - وأركز البعض منهم- أن يعوث في أبنائنا، وأن يدمر عقولهم بأن يكونوا مثلهم.

مجتمعنا يا سادة تغيَّر وتطوَّر عندما لامس عقله وقلبه وسائل الاستقبال الأخرى، وخصوصاً مع الثورة المعلوماتية، فأصبح لدينا القدرة على أن نبحث عن الحقيقة، وأن نحللها، وأن تكون آراؤنا أساساً للقرار، لا أن يفرض علينا في صناديقنا المغلقة؛ فالأسرة والمدرسة والحي والعمل وحتى المنظمات غير الرسمية أصبحت عاجزة عن فرض التوجهات كما كانت في السابق؛ لأن أدوات التفكير في المجتمع الجديد تأثر بالإعلام الجديد، وأصبح بفضل الله (يفكر) لا (يكفر).


همسة واقع..

بإمكاننا أن نكون بصمة إيجابية عندما نتأمل ذواتنا، فنصنعها لتشبع احتياجات الحياة، فالتشابه في البشر أصبح سمة المجتمعات المتخلفة، والاختلاف يرتقي بنا لأن نكون علامات تجارية يُشار لنا بالبنان، وإن اختلفت أسعارنا الاجتماعية؛ ليبقى التحدي أن ننافس ونستمر، فلم نكن يوماً نتوقع أن نتخلى عن "النوكيا" لنستسلم لأجهزة "ذكية" امتلكناها! لتمتلكنا!! كالآي فون والبلاك بيري والجلاكسي.




http://sabq.org/Ni1aCd