يعتقد أحد المتخصصين عندما كنا في مقاعد الدراسة أن ليس كل ما يثبته العلم يُنشر لعامة الناس؛ فالسكوت - من وجهة نظره - خير وأفضل. وكنت ضد هذا الاعتقاد آنذاك، وأنا مستمر في الضد إلى الآن؛ حيث أرى أن من حق المجتمع أن يعرف ما يعنيه ومن جوانب عديدة، خاصة في القضايا التي تمس صحته، ولو على مبدأ التثقيف؛ لتجنب الخطر، وهو محور مقالي هذا.
نشرت إحدى المجلات العلمية المتخصصة في أمراض الحساسية والجهاز المناعي قبل أيام دراسة، تفيد بوجود معدلات عالية من أحد المركبات الكيميائية التي تُستخدم في المبيدات الحشرية، أو التي تضاف مباشرة في عمليات تطهير المياه باستخدام الكلور، وتلوث مياه الشبكات المنزلية بها، وربطت هذه الدراسة ببين ارتفاع مادة ثنائي كلورو الفينول والانتشار المتزايد لأمراض حساسية الطعام، التي يعانيها خمسة عشر مليون شخص في أمريكا وحدها، ولا أعلم عن عددهم لدينا، ولكن بالتأكيد أنهم فئة تستحق الرعاية الصحية والاهتمام. ومن هنا يأتي دور الجهات المعنية بالاستفادة من نتاج البحث العلمي، والعمل على تأكيد أو نفي الاشتباه بوجود الخطر الصحي.
وتتزامن قراءتي لهذه الدراسة مع الأخبار الصحفية المتداولة عن رداءة شبكات المياه في السعودية، التي تحتاج - حسب التحقيقات والتقارير الصحفية، التي نُشرت من بعض الشركات المتخصصة - إلى مراجعة للتأكد من جودتها وملاءمتها للاستخدام، رغم - وحسب ذاكرتي المتواضعة - أن هناك محاولات بحثية سابقة لدينا في السعودية، لكنها قد تكون قديمة، أكدت سلامة مياه الشبكات المنزلية من التلوث أو احتوائها على الميكروبات التي تسبب الأمراض، ولكن قد ينتابني الشكوك حول نتائجها في وقتنا الحاضر؛ حيث حسب المنهجية البحثية بعض القضايا والإشكاليات البحثية تحتاج إلى إجرائها بشكل دوري وعلى فترات متقطعة؛ لنضمن سلامة نتائجها.
ومن هنا ندعو الجهات المختصة وذوي الاختصاص للإدلاء بمعلوماتهم حول هذه الإشكالية المهمة، التي تهدد صحة المواطن بفئاته المختلفة، خاصة الحساسة منها، كالأطفال وكبار السن، وما الإجراءات الاحترازية التي يلزم العمل بها، كاستخدام الفلاتر التجارية ومدى جودتها للحصول على نتائج أفضل؟ كما أتمنى وجود دراسات تؤكد مدى مستويات هذه المادة في أجسامنا، كعمل مسح بحثي على عينة معينة، وربط نتائجها بمتناولهم اليومي من المياه.
وإلى أن نرى تلك المعلومات من الجهات المعنية أسأل الله أن يحفظنا جميعاً من كل مكروه.
http://sabq.org/la1aCd