عندما كان آباؤنا وأجدادنا يؤكدون على وحدة الصف ووحدة الكلمة ووحدة الهدف عاشوا في هذه البلاد كأُسْرة واحدة؛ لا تستطيع أي قوة في الأرض أن تفككهم؛ لأن الجميع يحمي الجميع، ولأن قلوبهم مجتمعة على الحق، فإذا حاول أحد شق صفهم فإنه سيجدهم جميعاً ضده. ومن هذا المنطلق نجد أن من يحاول أن يشذ عنهم يحسب ألف حساب لما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة، وأهمها مقاطعتهم له؛ ولهذا فقد كانوا كما جاء في الحديث الشريف عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه".
أما اليوم فقد تهدم ذلك البنيان، ولم يتبقَّ منه إلا أجزاء بسيطة، تحتاج منا جميعاً إلى ترميمها وإعادتها إلى سابق عهدها؛ حتى نضمن السلامة لنا ولأبنائنا وأحفادنا.. فمثلما ضحى آباؤنا وأجدادنا من أجلنا يجب أن نضحي نحن كذلك لمن يأتي بعدنا، وحتى لا ندع المركب يغرق فيموت مَنْ على ظهره.
هناك مثل شعبي يقول "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، لكن هذا المثل لم يعد قائماً حالياً، وحل مكانه "أنا مع الغريب على أخي وابن عمي".
هذه هي الحقيقة التي تغيب عن الكثيرين؛ فما يتم من أحقاد ودسائس في وسطنا الرياضي جعل البعض يطعن في البعض الآخر، وليس أدل على ذلك من إفشال بعض صفقات المحترفين الرياضيين من خارجالسعودية لعدد من الأندية، وأضرب مثالاً على ذلك بما وقع للنادي الأهلي قبل أيام عدة عند مفاوضة الأهلي لأحد اللاعبين البرازيليين، حيث يُقال إن هناك من سعى لإفشال الصفقة بالطعن في سمعة النادي الأهلي لدى اللاعب وناديه؛ ما استدعى النادي الأهلي إلى الاستعانة باللاعب فيكتور لإيضاح الحقيقة لابن جلدته، واستطاع بالفعل إقناع اللاعب وناديه بأن ما وصل إليهم من معلومات عن النادي الأهلي غير صحيحة، وتم بعد ذلك إكمال الصفقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستبقى ثقة الآخرين فينا بعد أن رأوا أننا لا خير فينا لبعضنا؟
وكيف تكون نظرتهم لنا إذا كنا وصلنا إلى هذا المستوى من السلوك؟ وأين العقلاء في أنديتنا مما يحدث من بعض المنتمين لها من الخروج عن الأخلاق والأعراف؟
وأخيراً.. ليعلم الجميع أن ما يتم زرعه الآن سيتم حصده للكل دون استثناء، حتى ولو بعد حين؛ فيوم لك، ويوم عليك، وكما تدين تُدان.
http://sabq.org/Bc1aCd