ربات البيوت، هذه الفئة الغالية علينا، هن من يسهرن لننام، ويتفنن في إعداد الموائد لنأكل ونشرب، ويعملن على تربية النشء تربية إسلامية صحيحة؛ ليكونوا أعضاء فاعلين في هذا الوطن، ويتلقين منا كل أصناف العذاب عند الإخلال بمسؤولياتهن، والويل كل الويل عندما لا يعجبنا الطبخ، أو يتأخر الأكل عن موعده، أو يقوم الأطفال بالإزعاج أثناء راحتنا. حتى تربية الأطفال نضع هذه المهمة الثقيلة على كواهلهن، ونلومهن إن فشلن؛ فجميعنا ينسب إخفاق التربية إليهن. بعد هذه الأدوار التي يقوم بها ربات البيوت أليس من المخجل ألا يأخذن حقهن من الرعاية والاهتمام نظير هذه الخدمات الجليلة؟!

إن الدول المجاورة لنا تعطي هذه الفئة كل اهتمام ورعاية، وأكبر مثال دولة الكويت، التي اعتمدت مؤخراً رواتب لربات البيوت المتزوجات، ممن بلغن 55 عاماً، وتنطبق عليهن الشروط. وقد بلغ الراتب 559 ديناراً كويتياً، بما يعادل 7311 ريالاً سعودياً.

أما عندنا فقد انشغل تفكير المرأة في البحث عن وظيفة تستطيع من راتبها تحقيق رغباتها دون الضغط على الزوج الذي يتسلم راتبه، سواء من العمل الحكومي أو الأهلي، في نهاية كل شهر ليوزعه على ديونه من قروض وهاتف وكهرباء وماء وتأمين متطلبات العائلة من أكل وشرب ولبس، وغير ذلك.. وما إن ينقضي الشهر حتى يضرب كفاً بكف؛ فلم يعد لديه ما يصرفه؛ فيبقى ينتظر الراتب الآخر.

لقد حل حافز كثيراً من مشاكل الأسر التي استفادت منه؛ فمكافأة ألفي ريال استطاعت أن تعين رب الأسرة في إقفال جانب من الطلبات عنه، لكن الفرحة لم تدم؛ فعندما انتهت السنة عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وبدأ من كان يستلم حافز تكثر طلباته؛ لأنه اعتاد على صرف معين، ولن يقبل بأقل منه.

إنَّ على الجهات المعنية بهذا الأمر أن تبدأ العمل الجدي في هذه المسألة، ونحن لا نطالب بمبالغ مرتفعة، وإنما ما يكفي لمواجهة المد الزائد في ارتفاع الأسعار، وإيجاد حافز يمكّن المرأة من القيام بواجبها نحو الأسرة والمجتمع.




http://sabq.org/lj1aCd