نتباهى - والحمد لله - بأمننا الوطني، الذي أصبحنا محسودين عليه من الصديق قبل العدو؛ فلقد أسس رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله – قاعدة صلبة، أصبحنا معها مضرب المثل في العالم كله، وسار على نهجه أخوه الأمير أحمد بن عبدالعزيز- حفظه الله - ثم أتى من بعدهما الأمير محمد بن نايف، الذي انطبق عليه المثل القائل "من شابه أباه فما ظلم".
وحديثي اليوم عن أمننا الآخر، الذي لا يقل أهمية عن أمننا العسكري، وهو الأمن الغذائي، الذي لا نستطيع الاستغناء عنه؛ فقد ارتفعت أسعار كل شيء، حتى أصبح كثير من الأصناف بعيدة المنال عن أصحاب الدخل المحدود. ولو رجعنا إلى أسعار السلع قبل عشر سنوات لوجدنا أنها قد ارتفعت جميعها إلى الضِّعف والضِّعفين، وبعضها وصل إلى عشرة أضعاف، والأمثلة كثيرة؛ فلقد بلغ سعر الخروف البلدي أكثر من ألفَيْ ريال بمعدل من 90 إلى 100 ريال للكيلو الواحد، وبلغ سعر اللحوم المستوردة 50 ريالاً، وقس على ذلك الأرز والسكر والحليب وغيرها من المواد الغذائية، التي لا يستطيع الشخص مقاطعتها؛ لأنها من الضرورات عندنا في السعودية؛ فقد تعودنا أن تكون وجبة الكبسة يومياً، ولو انقطعت في يوم فإن المظاهرات ستُعلن داخل المنزل، ولن يتوقفوا إلا بعد جلب الكبسة من أقرب مطعم.
ولقد وضعتُ تصوُّراً لمن يتقاضى مرتب خمسة آلاف ريالاً في الشهر، كيف يستطيع الوفاء بمتطلبات أسرته؟ فوجدت أنه يخرج آخر الشهر بدَيْن قد يصل إلى ألفَيْ ريالاً. أما من يقل راتبه عن هذا المبلغ فإنه سيعيش في حياة التقشف، ويحتاج إلى تعويد أسرته على الصوم، وأن يكون فطورهم "ساندويتش" مع الشاي.
لقد أصبح الغلاء في كل شيء، ولم تعد غالبية المواطنين لديهم الاستطاعة عليه؛ فقد كان الشخص يذهب إلى حلقة الخضار ويشتري بمائة ريال ما يريد، أما اليوم فإن الخمسمائة ريال لا تكفي لمتطلبات أسبوع واحد، والله المستعان.
إننا في حاجة إلى مراجعة ما يحدث من زيادة غير منطقية في الأسعار؛ فقد حكى بعض الباعة أن زيادة الأسعار أصبحت يومية، في ظل غياب المتابعة من الجهات المختصة. والمفارقة العجيبة أن رجال الأعمال أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما زادت وزارة العمل 200 ريال على العمالة الأجنبية، بينما لم يحسوا بالمواطن الذي نهشوا لحمه، ولم يبقَ إلا العظام.
* مجرد اقتراح:
أقترح على مجلس الشورى الموقر وضع دراسة لمن تقل رواتبهم عن خمسة آلاف ريال، من الذين على رأس العمل أو من المتقاعدين، بأن يُخصَّص لهم مساعدات شهرية من الضمان الاجتماعي؛ حتى يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم الأُسَرية.
http://sabq.org/9b1aCd