جناح الإمارات في الجنادرية.. أين اعتذاركم؟!!

لقد شَرُفْتُ بالتعرف على المجتمع الإماراتي في أكثر من زيارة لهم، كما سعُدت بمعرفة العديد من أفراد هذا المجتمع، فوجدته مجتمعاً كريماً طيباً معطاءً، محباً للخير، مقدراً ومحترماً لثقافات الشعوب الأخرى.

وما حصل من وجود إحدى المغنيات في جناح الإمارات بمهرجان الجنادرية وإعطائها الفرصة للغناء يُعدّ تجاوزاً لأنظمة المهرجان من قِبل الإخوة المشرفين على الجناح، ومساساً بقيمنا وموروثنا الاجتماعي، وأكاد أجزم بأن شريحة كبيرة من المجتمع الإماراتي لا يرضى عن هذا التجاوز مطلقاً. كما أن تبرير البعثة الإماراتية، الذي أوردته صحيفة "سبق"، من أن حضورها كان مصادفة، لا يُعدّ مبرراً لفتح المجال لها ومخالفتها الأنظمة المرعية.

وفي اعتقادي أنه لا يخفى على أحد من إخوتنا في دول الخليج، فضلاً عن الإخوة في جناح الإمارات، مدى أهمية الحرص على التوافق مع تلك القيم، وخصوصاً في مهرجان الجنادرية، الذي من المفترض منه أن يؤصل لها، ويُعلي من قيمتها، لا أن يقلل من شأنها، وذلك في ظل توحد هذه القيم مع دول الخليج كافة، ولا أدل على ذلك من التزام دول غير إسلامية، استُضيفت سابقاً في المهرجان، ولم تُقْدم على مثل ذلك الصنيع!!

سنحسن الظن كثيراً مع إخوتنا بجناح الإمارات بالجنادرية، وندعو بالهداية لكل مغنية ومغنٍ حاد به الطريق عن هدي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ولكن من حقنا على البعثة الإماراتية، بوصفنا مستضيفين لهم، أن يقدموا اعتذارهم العلني لمجتمعنا المحافظ، الذي لا يرضى المساس بميراثه القيمي. ولعل للإخوة في السفارة الإماراتية دوراً في إعلان ذلك الاعتذار.

على كلٍّ، فنحن وأشقاؤنا في المجتمعات الخليجية كتلة متآلفة، نشترك في القيم والعقيدة والتكاتف، ومهما بدر من أخطاء من هنا أو هناك فيجب ألا يمس ذلك الأخوّة والمحبة والتماسك القيمي.




http://sabq.org/1h1aCd