التوسعة الكبرى التي يشهدها الحرم المكي الشريف تمثل أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام على مر التاريخ, إنها عدد من المشاريع في مشروع, ترتفع معها الطاقة الاستيعابية للحرم بعد الانتهاء منها إلى مليونين ومائتي ألف مصل, بينما ترتفع طاقة المطاف إلى 105 آلاف طائف في الساعة, وهنا تكافؤ نسبي بين طاقتي استيعاب المطاف والمسعى الذي يستوعب 118 ألف ساعٍ في الساعة, وقد روعي في مشروع توسعة المطاف ربط أدواره الخمسة بأدوار المسعى تخفيفاً على المعتمرين والحجاج من الانتقال من دور لآخر، وكذلك مراعاة استيعاب الأعداد بشكل أفقي وتخفيف الحركة الرأسية, حيث يراعي المشروع مداخل ومخارج الحرم الشريف وارتباطها بنقاط تحميل وتفريغ وسائل النقل العام.
هذه المشروعات العملاقة لتوسعة المطاف والساحات الشمالية والخدمات المساندة لهما وقبلها جميعاً مشروع توسعة المسعى روعي في تنفيذها آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة، حيث زودت بأنظمة آلية، منها: نظام الكنس المركزي, ونظام صيانة ونظافة الواجهات المدمج مع المباني، والذي يتيح العمل مستقبلاً دون الحاجة لرفع السقالات أو استخدام الرافعات, ونظام التخلص من النفايات, بالإضافة لأنظمة التكييف من خلال محطة خاصة بطاقة 120 ألف طن قابلة للتوسع إلى 160 ألفاً.
ويشتمل المشروع على كل الخدمات المساندة كدورات المياه التي زيدت لتصل إلى 15 ألفاً, كما يضم المشروع نشر كبائن الإرشاد المزودة بآخر ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال, فهناك الإرشاد المكاني الثابت, بالإضافة للوحات الإرشادية المعتمدة على النظام العالمي والمتعددة الألوان, واستحداث إشارات هي الوحيدة عالمياً للدلالة على برادات ماء زمزم والميضاءات.
وبالرغم من أنه لم يمض سوى أشهر معدودة على بدء العمل في هذه المشروعات خاصة مشروع توسعة المطاف الذي انطلق العمل به بعد موسم الحج الماضي، فإن العمل يسير بوتيرة متسارعة يمكن معها الاستفادة من أجزاء من المطاف، وكذلك الساحات الشمالية، حيث ستتم الاستفادة بإذن الله من الدور الأرضي والميزانين الملحقين به وقرابة 70% من الدور الأول من مشروع الملك عبدالله - أيده الله - لتوسعة الساحات الشمالية وتهيئتها أمام المصلين في شهر رمضان المبارك القادم, بالإضافة إلى تنفيذ مطاف مؤقت للمعاقين يشرف على الكعبة المشرفة بمحاذاة الرواق القديم.
هذه المشروعات العملاقة هي مشروعات أمة يرتبط وجدانها بقبلتها, وتهفو نفوس أبنائها لأم القرى, مهد الرسالة, وموطن الحضارة, ومصدر الإشعاع, وتنفذ المملكة هذه المشروعات استشعاراً لمسؤوليتها الإسلامية وخدمتها للحرمين الشريفين, إذ تقدمها حكومة المملكة - رعاها الله - حباً ووفاءً لأبناء الأمة الإسلامية الذين سينعمون باستيعابها لأعدادهم المتزايدة عاماً بعد الآخر، والتيسير عليهم لأداء شعائرهم التعبدية بكل سهولة ويسر وأمان واطمئنان.
تأمل
لأحمد الصافي:
في بطن مكة قدسي الشعاع سرى
فما تحس سوى الأنوار تنهمر
في كل ركن وللتسبيح هيمنة
وكم يهزك من تحنانه وتر
http://sabq.org/Tk1aCd
المواضيع المتشابهه
مشروع أمة
العرض العادي
