الإنصات وحده لا يكفي..!!

عاشت منطقة مكة المكرمة خلال الأسابيع القليلة الماضية حراكاً ثقافياً فكرياً تنموياً متنوعاً، رعته إمارة المنطقة عبر تدشين أميرها ملتقى شباب منطقة مكة المكرمة، الذي شمل هذا العام جميع محافظات المنطقة التي شهدت مناشط شبابية، أبرزت مواهب واعدة في مختلف المجالات، وطافت شعلة شبيهة بشعلة الأولمبياد أرجاء المنطقة معلنة انطلاق فعاليات كل محافظة وصلت إليها.

تخلل تلك المناشط لقاءات مفتوحة بين شباب كل محافظة ومسؤوليها، في منتدى كان شعاره هذا العام (الشعور بالمسؤولية واحترام النظام).

ومن خلال تشرفي بالمشاركة في تنظيم فعاليات إحدى المحافظات هالني ذلك الطموح الجامح للأفكار الشابة، ومدى حرصهم على أن تكون محافظاتهم مدناً نموذجية، تعمها الخدمات التنموية المختلفة إنساناً ومكاناً.

خلال تلك الفترة حصل العديد من رؤساء الإدارات الحكومية بالمنطقة على استشارات مجانية واستبيانات جاهزة، تختصر عليهم كثيراً من الوقت والجهد لمعرفة كم الاحتياجات الحقيقية من الخدمات التنموية لتلك المحافظات، هذا إذا افترضنا من منطلق إحسان الظن أن لدى بعض مديري تلك الإدارات الخدمية صحوة تنموية ورؤى مستقبلية واقعية، تطور من الواقع المعيشي لأبناء تلك المحافظات ومراكزها.. بيد أن أضابير عدة احتضنت توصيات تلك المنتديات التي أتت بناء على مداولات بين الشباب ومديري تلك الإدارات، وذهبت بها إلى المجهول.

وانفض السامر على أحلام شابة، تتوق إلى أن ترى تلك الأماني واقعاً ملموساً، ينعكس إيجابياً على مدنهم ومجتمعاتهم، بل حتى على مستقبل تلك المجتمعات.

وتمر الأيام وهم بين مطرقة الطموح وسندان الانتظار.

وحتى لا يتسلل الإحباط إلى نفوس أولئك الشباب، ونضمن مشاركتهم الفاعلة على مختلف الأصعدة، فإن تحقيق رؤاهم على أرض الواقع ضمانة لاستمرارية المزيد من العطاء؛ فـ(الإنصات وحده لا يكفي لبناء الثقة).




http://sabq.org/tj1aCd