قائمة أشهر "الفاشلين"!!

في عالم الاختراع حاول توماس أديسون 2000 محاولة فاشلة قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي، الذي تستفيد منه البشرية كلها حالياً.

أيضاً جيمس دايسون حاول 5127 محاولة فاشلة قبل أن ينجح في ابتكار نوع فريد من المكانس الكهربائية ذات الأكياس صغيرة الحجم، التي أصبحت فيما بعد الأكثر رواجاً ومبيعاً في الأسواق العالمية.

وفي عالم السياسة.. حاول "ونستون تشرشل" مرات عدة للوصول إلى كرسي الحكم في بريطانيا من خلال الانتخابات التي خاضها وخسر فيها، حتى وصل إلى الثانية والستين من عمره، ونجح وانتُخب رئيساً لوزراء بريطانيا.

وفي عالم المال والأعمال.. حاول ستيف جوبز أن يبتكر ويخترع حتى فشل في دراسته الجامعية وغادرها، وأسس شركته، وطرده المساهمون منها بعد الخسائر التي ألحقها بها، لكن ثقته بنفسه وعزيمته وإيمانه بالقدرات التي يمتلكها سحقت الفشل، وأذهلت وغيرت العالم باختراعاته وابتكاراته، وأصبحت "تفاحته" ماركة عالمية تتجاوز قيمتها ميزانية أمريكا الدولة.

وفي عالم الفن.. حاولت ملكة الأغنية الشعبية "مادونا" سنوات طويلة أن تقدم نفسها بوصفها فنانة، لكنها لم تفلح، ولم تنجح، ورفضها منتجو الشرائط والأسطوانات؛ فاضطرت إلى العمل في محل فطائر لسداد نفقاتها حتى نجحت وأذهلت واكتسحت الأغنية الشعبية.

وفي عالم الرياضة.. حاول الحارس الدولي محمد الدعيع أن يقدم نفسه حارساً بديلاً للدولي شقيقه عبدالله، لكنه عانى لسنوات من المصاعب التي جعلت المراقبين والإعلاميين يعتبرونه فاشلاً، ولكن بالمحاولة والعزيمة والإصرار أذهل وأبهر وأمتع النقاد والإعلاميين والجماهير، وتفوق على ذاته وعلى منافسيه.

ما أود قوله والتأكيد عليه أن هؤلاء "الفاشلين" حاولوا وفشلوا لسنوات طويلة، والبعض منهم حاول آلاف المرات، حتى سخرت منهم مجتمعاتهم، وانتقدتهم صحافة بلادهم، وانحرجت من فشلهم عائلاتهم، لكن ثقتهم بأنفسهم لم تتزعزع، وإرادتهم وعزيمتهم تدفعانهم للأمام حتى حصدوا النجاح، وحققوا المستحيل؛ وبالتالي نمت وسمت وعلت قيمتهم الاجتماعية والمالية، وأفادوا البشرية باختراعاتهم ومنجزاتهم ومهاراتهم، وحفروا أسماءهم ومنجزاتهم في الذاكرة الشعبية والرسمية.

كاتب هذه السطور فشل في كثير من التجارب التعليمية والتجارية والاجتماعية، ومع كل هذا الفشل استمر حتى تحققت التجربة المتواضعة والهدف المنشود.

صحيح أن كاتب هذه السطور ليس من قائمة أشهر "الفاشلين"، ولكن من قائمة "الفاشلين" العاديين. ومن يعلم، قد يكون "فاشلاً" محترفاً ذات يوم؟

بالله عليكم.. كم بيننا من أشخاص لديهم الرغبة أن يتحدثوا أمام الجماهير، ولكن يمتنعون عن المحاولة والتجربة خوفاً من الإحراج والفشل!!

بالله عليكم.. كم بيننا من أشخاص لديهم أفكار تجارية فريدة وثرية، ويحجمون عن المحاولة والتجربة خوفاً من الفشل!!

بالله عليكم.. كم بيننا من أشخاص لديهم قدرات وإمكانيات للابتكار والاختراع، ويترددون خوفاً من الفشل!

بالله عليكم.. لماذا نخاف ونخشى الفشل؟ ونحن نعلم علم اليقين أن الطريق إلى النجاح سيتعثر بمحاولات فاشلة، قد تكون واحدة، وقد تكون أكثر من خمسة آلاف محاولة فاشلة كما حصل لجيمس دايسون؛ المهم أن نحاول ونحاول ونحاول حتى نتعلم ونحصد النجاح، ومن ثم نعرب الفشل أنه فعل ماضٍ، ونستمتع بلحظة الانتصار على الذات والظروف، ونبتهج بالنجاح المستحق.

زبدة الكلام: أدعوكم يا رفاق إلى أن تنضموا إلى قائمة "الفاشلين" المشاهير، أو القائمة العادية، المهم أن تحاولوا، وتتقبلوا، وتتكيفوا، وتنسجموا مع الفشل حتى تسحقوه، وتحققوا الانتصار والنجاح.
دمتم بود.



http://sabq.org/Fc1aCd