أهلاً وسهلاً بالزوار الكرام يسعدنا تواجدكم شبكة ومنتديات الدغالبة الرسمية


العودة   شبكة ومنتديات الدغالبة الرسمية > الأقسام العامة > تغذية من المواقع

الإهداءات

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
غير مقروء 02-12-2013, 02:58 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي رأي العين.. حادث مروري مروّع

قصة واقعية لم يروها أحدٌ لي.. رأيتها وعايشتها بتفاصيلها رأي العين.. أحببت أن أشارككم الدروس العميقة والعبر المؤثرة التي خرجت بها منها.

قادمٌ بالسيارة من مكة إلى الرياض وعلى بُعد 200 كيلو متر تقريباً أشاهد أمامي خيال سيارة معترضة الطريق وأمامها شاحنة متوقفة.. كلما اقتربت من المشهد اتضحت الصورة أكثر.. فها أنا أمام فصلٍ جديدٍ من مآسي حوادث السيارات نتيجة السرعة وعدم التقيُّد بالأنظمة.. أحد أهم مسبّبات الوفيات في المملكة.. مفرقة الأحباب.. وصاحبة الإعاقات والعجز لشبابنا.

ها هو المشهد بكل مهابته أمامي.. شابٌّ في الثلاثينيات ملطخٌ بدمائه يبكي على جثة مرمية على الأرض.. وعلى الجهة الأخرى طفلٌ بالكاد يتحرّك وغارقٌ في بكائه.. أوقفت السيارة جانباً.. اقتربت مسرعاً من المشهد.. أمٌّ شابة ملقاة وسط الطريق غارقة في دمائها، ولن أتحدث بالتفصيل عن تَهَشّم الرأس حتى لا أُحزنكم كثيراً .. أبحث عن النبض من هنا وهناك.. أحاول مرة أخرى.. ولكن لم أجد إليه سبيلا.. تقييم الوضع يُشير إلى أنه في مثل هذه الحالة لا يمكن تقديم أيِّ اسعافاتٍ أخرى دون وجود أجهزةٍ طبية.. الحمد لله على كل حال يبدو أنها قد فارقت الحياة.

حينها رفعت رأسي للأعلى، فإذا زوجها يبكيها بكل حرقةٍ وألمٍ.. وهو أيضاً مصابٌ وثوبه ملطخٌ بالدم.. حاولت أن أقيّم وضعه بشكلٍ سريعٍ.. حمداً لله فهو يستطيع الحركة والمشي وواعٍ.. حاولت مع شابٍّ آخر تهدئة روعه..

في هذه اللحظة بدأ يتواجد عديدٌ من الشباب السعودي الغارق في حبه للمساعدة والنجدة.. طلبت من الشباب أن يتصلوا فوراً بالإسعاف.. حينها بدأت أستوعب الحدث.. وبدأت أعي تماماً أهمية الدورات التدريبية التي كنا نأخذها حول الإسعافات الأولية وإنقاذ الحياة.. من فضل الله كان آخرها قبل شهرين .. ثم تذكّرت لحظتها الطفل الملقى على الجهة الأخرى من الطريق.. ذهبت إليه فإذا مجموعة من شبابنا يحاولون رفعه.. كان طفلاً لا يتجاوز الرابعة من عمره.. غارقاً في صراخه لا يستطيع الحراك إلا هوناً، وهو ما يدل غالباً على احتمالية وجود كسورٍ .. قلتظك مهلاً فلا يجب تحريكه في مثل هذه الحالة فقد تتفاقم الكسور وربما يدخل في مضاعفاتٍ خطيرة.. من توفيق الله أننا وجدنا لوحاً على قارعة الطريق.. أحضرته وقمت بمساعدة الشباب بنقله بكل حذرٍ على اللوح ومن ثَم نقله لمكانٍ آمن بعيدٍ عن الطريق.

في تلك اللحظة.. شاهدت الشباب السعودي، الذي يمتلئ قلبك فرحاً وطرباً بفزعتهم وحبهم للخير، قد بدأوا بتنظيم السير.

رجعت مرة أخرى للأم.. قلت في نفسي لعلّي لم أُقيّم وضعها جيداً.. وقد وجدت مَن قام بتغطيتها.. وعندما قمت بنزع الغطاء عن وجهها أجد مَن يقول لي استر عليها وغطّها.. قلت في نفسي ويحك ماذا تقول؟ هذا ليس وقته ولا مكانه.. وهنا درسٌ آخر للبعض، فيجب أن نستوعب التعاليم الإسلامية ومقاصدها الشرعية بكل عمقٍ وتأملٍ، بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ.. وإلّا فنحن أمام وضعٍ طارئٍ لا يحتمل مثل ذلك التوجيه.. على كلٍّ كانت الأم جثةً هامدةً لا حراك ولا نبض.

في تلك اللحظة توارد في خاطري عديدٌ من العِبر.. قبل بضع دقائق فقط كانت هذه الأم -رحمها الله - مع زوجها وأبنائها في السيارة .. فهل كانت تتخيّل أنها ستفارق الحياة في لحظة خاطفة؟

رجعت مرة أخرى للطفل وإذا بالأب المفجوع قد أحضر ابناً له يبدو أنه كان داخل السيارة، وكان ولله الحمد سليماً عدا نزيفٍ في الرأس بسيطٍ فيما يظهر لي.. تذكّرت حينها أحد الدروس المهمة عند التعامل مع الحوادث وهو تقييم موقع الحدث كاملاً، ومعرفة عدد المصابين.. حيث نسينا هذا الطفل مع خضم الأحداث.

ومن الأدبيات التي تعلّمناها في دورات إنقاذ الحياة أن المصاب قد يظهر لك دون إصاباتٍ خارجية، ولكن مهلاً، فقد تكون لديه إصاباتٌ أو نزيفٌ داخلي، وهنا يأتي أهمية متابعة الحالات المصابة والعمل على التأكد من أنها واعية ولم تدخل في أعراض الإغماء أو التقيؤ ما يوحي بوجود إصاباتٍ غير ظاهرة.

على كل في تلك اللحظة شاهدت مدى العاطفة الجياشة لشبابنا تجاه الموقف.. وهو درسٌ آخر ذو رونق رائع.. حيث قام بعضهم بإحضار بطانية للتظليل من علٍ على الأب وأبنائه لتخفيف حدة الشمس، وغيرهم ظل ماسكاً ببطانية أخرى أمامهم ليبعد عنهم هبوب الرمال.. موقفٌ تمنيت في تلك اللحظة مَن يقوم بتسجيله وتصويره ليرى العالم روعة شبابنا السعودي.. إلا أن الأب لم يفتأ ينادي زوجته ويدعوها وهو بجانب أبنائه.. وهنا درسٌ آخر من نوعٍ خاص، وذو مذاقٍ مُر، نتعلّم منه سويةً.. فهل كان يخطر بخُلد هذا الأب المبتلى بأنه سيفقد زوجته بعد أن كانت بجانبه في السيارة يتبادل الحديث معها ومع أبنائه؟ وهل كان يخطر في ذهنه بأنه سيكون سبباً في وفاتها؟ .. هكذا .. في لحظة خاطفة.. فقد زوجته.. وتيتم أبناؤه.. مصاب أليم.. رزقه الله الصبر والثبات. على كل فهذا قدر الله ومشيئته، وعلى المؤمن أن يرضى بما كتبه الله له.

ثم.. بعد فترة ليست طويلة، حضر الاسعاف وبدأ في معاينة المصابين، ولا أخفيكم أيضا أن المسعفين كانوا من الشباب السعودي الذي ترى في عينيه الرغبة العميقة في خدمة المصابين وإنقاذهم، ولكن استأت نوعاً ما من عدم كفاية تأهيلهم بالشكل المطلوب، حيث ظهر ذلك في تعاملهم تجاه المصابين. وهنا أيضا درسٌ للاهتمام بتأهيل شبابنا التأهيل العالي في تخصّصاتهم وتطوير مهاراتهم، كما يجب على شبابنا أن يسعوا ليطوروا أنفُسَهُم بأنفُسِهم!! فعلى سبيل المثال، يمكن بسهولة الاستفادة من المواقع العلمية في الإنترنت والمتعلقة بطرق الإسعاف والمستجدات في ذلك.

ولعل من أهم الدروس من هذا الحدث، أن علينا جميعاً وخصوصاً شبابنا من كلا الجنسين التَدَرّبُ على الإسعافات الأولية ومهارات إنقاذ الحياة، فهو مطلبٌ أساس قد نحتاج إليه لإنقاذ عزيزٍ لنا أو عابر سبيلٍ، وقد يكون سبباً لإحياء نفس.. "ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا". وفي مقابل شغف الشباب السعودي للنجدة في هذا الحادث، إلا أن فقدان التأهيل في التعامل مع المصابين قد يؤدي لتفاقم الإصابات وحدوث مضاعفاتٍ خطيرة، ليس أقلها حدوث شللٍ كاملٍ للمصاب.
وهنا أدعوكم للتواصل مع جمعية القلب السعودية والاستفادة من دوراتها التي تقدمها في ذلك.

ومن الضروري أيضا عند طلب الإسعاف التأكد من عدد المصابين وإبلاغهم بذلك لضمان إرسال عددٍ كافٍ من السيارات.

على كلٍّ، فبعد ذهاب سيارات الإسعاف.. وهدوءٍ من حولي.. بدأت أتأمل سيارة الأب، فإذا الحادث في الجهة الأمامية من السيارة، ومقصورة الركاب شبه سليمة.. حينها تأكدت أن إهمال ربط الحزام كان سبباً - بعد مشيئة الله - في تفاقم الإصابات وتطاير مَن فيها خارج السيارة، خصوصا الأم والأبن الصغير نتيجة عدم ربط الحزام والسرعة.. وهنا يتضح درسٌ جلي في أهمية الحفاظ على ربط الحزام لنا ولأبنائنا.
فهل سنعي تلك الدروس ونتمعن فيها؟

انصرفت وعائلتي من هذا المشهد، وتركنا الحادث خلفنا، إلا أن دروسه وعبره ظلت تصاحبنا طوال الطريق.. وحتى لحظة كتابة هذا المقال!!



http://sabq.org/Pd1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

   
مواقع النشر (المفضلة)
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سياسي / طيران العدو الإسرائيلي يواصل تحليقه جنوب لبنان العمدة تغذية من المواقع 0 10-29-2012 01:29 PM
عام / رئيس الوزراء اليوناني يغادر المستشفى بعد عملية جراحية أجريت له في العين عبدالله بن نويمي تغذية من المواقع 0 06-25-2012 06:54 PM
عام / لبنان ـ محاكمة متعاملين مع العدو الاسرائيلي* راعي الكيف تغذية من المواقع 0 06-25-2011 02:19 PM
عام /حادث مروري يودي بحياة أكثر من 40 شخصاً في طريق جوبا ـ كمبالا admin تغذية من المواقع 0 06-17-2011 09:56 PM
العين يضم الأرجنتيني (سكوكو) ويفاوض المالي (كانوتيه) admin تغذية من المواقع 0 06-10-2011 12:42 AM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
شبكة ومنتديات الدغالبة الرسمية