وقالت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (دعوة سعودية لاستباق الأوبئة) : من المؤكد تماما، أن العالم قد تنبه أخيرا إلى قضايا دعم أبحاث مكافحة الأمراض، خاصة...
وقالت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (دعوة سعودية لاستباق الأوبئة) : من المؤكد تماما، أن العالم قد تنبه أخيرا إلى قضايا دعم أبحاث مكافحة الأمراض، خاصة تلك التي تمثل تهديدا كبيرا للجنس البشري، وذات العدوى واسعة الانتشار مثل ما حدث مع مرض كورونا المستجد "كوفيد ـ 19"، فلقد تعرض العالم لهزات مماثلة خلال القرن الـ20 مع انتشار الإنفلونزا الإسبانية، لكنه سرعان ما تناسى خطورة المرض مع دخول العالم في حروب، وصراعات ثم حرب باردة واتجهت جميع فرص التمويل المتاحة إلى الأبحاث التي تتعلق بالسباق نحو التسلح وأبحاث القوى النووية، ولم يتنبه العالم إلى حجم الضرر الذي أصاب تمويل أبحاث الأمراض المعدية، خصوصا رغم ظهور سلالات جديدة من الفيروسات مثل إنفلونزا الخنازير، والطيور، وأنواع أكثر خطورة مثل سارس، وإيبولا، ومع ذلك فإن ما تم تخصيصه لاكتشاف لقاحات جديدة لم يكن كافيا لدعم الجهود بشكل مثمر. لكن ظهور فيروس كورونا المستجد غير المعادلة تماما، فالتهديد كان خطيرا جدا، وتسبب الإهمال الطويل لدعم هذا النوع من الأبحاث في جائحة تحولت إلى أزمة اقتصادية معقدة، وإغلاق كبير للاقتصاد العالمي لم يشهد له التاريخ مثيلا، لكن من الجميل القول، إنه وفي هذه الظروف الصعبة كان العالم قد حقق تقدما ملموسا في الحوار الاقتصادي العالمي مع ظهور "مجموعة العشرين" على الساحة الدولية ودعم المملكة لها، فقد استطاعت المجموعة اليوم أن تضخ أكثر من سبعة تريليونات دولار للاقتصاد العالمي، وأن تنفذ حزما هائلة من الدعم للدول الفقيرة وتأجيل الديون وإسقاط بعضها من أجل توحيد الصفوف للتصدي لهذا التحدي الجسيم، والتعاون مع كل المنظمات والهيئات الفاعلة لمواجهة الجائحة. وقالت :هكذا وصف وزير المالية السعودي ما أنجزته "مجموعة العشرين" بقيادة المملكة في هذا الظرف التاريخي الصعب، خلال حديثه نيابة عن "مجموعة العشرين" في المؤتمر الصحافي الذي عقدته منظمة الصحة العالمية بمشاركة قيادات المنظمات الأممية والحكومات وقادة الصحة في أنحاء العالم. ولقد بدا واضحا من حديث الوزير أنه لا مجال لمزيد من التأجيل في دعم الأبحاث التي تحارب مثل هذه الأمراض المعدية، ولهذا أكد وزير المالية السعودي وباسم "مجموعة العشرين" ضرورة حشد مبلغ ثمانية مليارات دولار، لتزويد كل شعوب العالم وكل العاملين الصحيين بمعدات الوقاية، وللدفع بالبحوث والتطوير والإنتاج للتصدي لهذا الفيروس، وإذا كانت هذه الفيروسات قد طورت جينات جديدة تصيب بها الإنسان ولا توجد لقاحات مضادة لها حتى الآن، فإن على العالم الاستعداد لمواجهتها مجددا من خلال استباق الأمور بتعزيز آليات التأهب والاستجابة في المستقبل، ومن الواضح جدا أن معركة الإنسان في البقاء تعتمد على ما سنقدمه اليوم للأجيال القادمة من معرفة وأساليب، والاستثمار اليوم سيعود بالنفع على الأجيال القادمة. وختمت:ولأن المملكة تقود العالم اليوم في هذه المعركة الإنسانية الشرسة ضد هذه الأمراض الفتاكة، فإنها تضع نفسها في الميدان تماما، وبصفتها رئيس "مجموعة العشرين"، تعهدت بتقديم 500 مليون دولار، وهي المنحة التي أشاد بها مدير منظمة الصحة العالمية وبالجهود التي بذلتها المملكة من أجل تشجيع الدول والمنظمات الخيرية، وشركات القطاع الخاص على المساهمة وتقديم 1.9 مليار دولار، لقد رفعت المملكة شعار التضامن العالمي الدولي لمحاربة الوباء، خيارا استراتيجيا عالميا، فلا أحد قادر على المواجهة وحيدا دون دعم الدول والمنظمات، فقد أكد الوباء أن دولا عظمى في مساره، فتضافر الجهود لحماية الأرواح والمحافظة على الاقتصاد والوظائف لن يتحقق دون هذا التضامن المنشود. // انتهى // 06:57ت م 0009 http://www.spa.gov.sa/details.php?id=2078989