المرور والبطالة!

من حق إدارة المرور علينا أن نشكرها على الحملة المرورية التي قامت بها لمنع التفحيط، والتضييق على المفحطين الذين لم يعودوا يخشون أحداً، حتى أننا وصلنا في وقت ما إلى التساؤل: هل أصبح المرور يخشى المفحطين؟ فشكراً لكم يا إدارة المرور على هذه الحملة التي نتمنى ألا تتوقف.

لا يختلف اثنان على أن أي عمل بشري لا يخلو من تقصير، وبالتحديد ما له علاقة بخدمة الجمهور أو التعامل مع الناس. ومن تلك الأعمال ما تقوم عليه الإدارة العامة للمرور؛ فأحد أهم أهدافها أن تيسر للناس والمركبات طرقات سالكة وآمنة في كل وقت. ومثل هذا العمل يحتاج إلى التعامل مع متغيرات كثيرة، أهمها العامل البشري، المتمثل في قائدي المركبات الذين قد يحتاجون إلى توجيه وتوعية؛ ليحققوا لهم الخدمة التي ترضيهم.

أكاد أجزم بأن أول شخص يعلم حجم التقصير في خدمات المرور هو المدير العام للمرور؛ فهو على اطلاع كامل بمكامن الخلل ونسبته ونتائجه، كما أنه الشخص الذي يعلم حجم إمكانياته وقدرته على تنفيذ العمل؛ لذلك يحق لأي مواطن أن يوجه تساؤله وملامته له مباشرة؛ فهو من يجب أن يقوم على تطوير العمل وتحسينه بكل السبل.

قابلت مرة أحد المسؤولين عن مرور منطقة من مناطق السعودية، فسألته عن سبب الخلل في عملهم، فقال لي إن قلة عدد أفراد رجال المرور سبب رئيسي في عدم قدرتهم على تنفيذ كل ما يجب عليهم عمله. فقلت له: ولماذا لا تطلبون توظيف أفراد جدد؟ فقال إنهم دائماً ما يرفعون للمديرية العامة بذلك، ولكن الرد دائماً غير مقنع.

هنا تساءلت: واحدة من شكاوى المسؤولين في المرور هي قلة عدد العاملين، وفي المقابل نجد الكثير من السعوديين يشتكون البطالة؛ فقلت: ألا نجد من هؤلاء العاطلين من يرغب في العمل في المرور؟



http://sabq.org/bi1aCd