الأمانة حِمل ثقيل، لم تقوَ عليه السماوات والأرض والجبال، ولكن الإنسان حملها {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الأحزاب "??".
وما تقوم به أمانة مدينة الرياض هذه الفترة إنما هو من حمل الأمانة الملقاة على عاتقها؛ فحملتها على المخالفين للاشتراطات الصحية، واشتراطات الأمن والسلامة خير دليل على تحمل الأمانة؛ لأن أرواح الناس أمانة في عنق المسؤولين عن هذه الأمانة والعاملين فيها.
فقد تبنت أمانة مدينة الرياض حملة على المخالفين، وأغلقت الكثير من المحال والمطاعم، وأوقفت الكثير من الأنشطة التجارية ذات الصلة، التي وجدت عندها خللاً بالصحة والأمن والسلامة.
وما يثلج الصدر، ويريح الخاطر، ويبهج النفس أن هذه الحملة طبقت القانون على الجميع دون استثناء؛ فأغلقت محال كبيرة ذات صيت شائع، كما أغلقت محال عالمية شهيرة جداً.. وما يجعلها حملة ناجحة ويقف معها الجميع، وتساندها كل أطياف المجتمع، أنها حملة هدفها سامٍ وعظيم، هو المحافظة على أرواح الناس، إضافة إلى كونها لم تستثنِ أحداً؛ فأغلقت محال يمتلكها أصحاب جاهٍ ونفوذ كبير في المجتمع، وهذا ما أكسبها صبغة جادة، ومنحها البركة من رب العالمين، وكان التوفيق حليفها، وجعل تأييد الناس لها كبيراً، وتعاونهم معها أكبر.
فالناس أحسوا فعلاً - ولو لمرة واحدة - أنه فعلاً لا أحد فوق القانون..!!!! وأن النظام مطبَّق على الجميع سواسية دون استثناء، ودون اعتبارات، لا لاسم أو منصب أو جاه؛ فالقانون طُبِّق على الجميع، والنظام كان فوق الجميع، والمحاسبة طالت الكبير قبل الصغير، والوزير قبل الغفير...!!
ونحن هنا إذ نعلن تأييدنا لهذا التوجه، ونشد على أيدي القائمين عليه، لا يفوتنا أن نقف احتراماً وإجلالاً وإكباراً لأمين مدينة الرياض ولجميع العاملين فيها، ونقول لهم بارك الله في جهودكم، ونفع بكم، وجعل ذلك في موازين حسناتكم، وجعل عملكم هذا خالصاً لوجه الله تعالى، وشفيعاً لكم {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}الشعراء??.
http://sabq.org/Pj1aCd