آسف لكل "نأسف" كُتبت على لوحة، ووُضعت على جانب الطريق، تأتي بعدها جملة "على الإزعاج"! فليس على المواطن إلا أن يمشي بطريق ملتوٍ، كأنه طريق خطَّه ثعبان، سلك ذاك الطريق من قبل!!
حقيقة، أصبحت الحفريات شيئًا أساسيًا في شوارعنا. والمشكلة أن الحفريات هذه تستمر طويلاً حتى تذهب!! فهل من المعقول أن هناك حفريات في العالم كله تبقى سنين طوالاً؟! كل هذا لا يحدث إلا لدينا هنا؛ فمدة الحفريات مفتوحة لأجل غير مسمى!!
لا تكاد تجد في شوارعنا شارعاً يخلو من تلك الحُفر؛ فما أسرع ما يكون خيار الحَفْر، ولكن الردم يأتي متأخراً! فيهدمون في سرعة الضوء، ويماطلوننا في البناء سنين طوالاً.
التساهل في قرار الحَفْر بلا إشارات تنبيه ولا إضاءة سببه غياب الرقابة على مثل أولئك الذين أصبحت هوايتهم هي الحَفْر في تلك الشوارع، وكأنهم يبحثون عن كنزٍ فقدوه!
الخسائر كثيرة بسبب هذه الحفريات.
قد تهون الخسائر لو كانت مادية، لكن الخسائر إن أتت في الأرواح فمن أين التعويض؟! ليس العوض بمبلغ من الألوف تدفعه للشخص، وتقول له لا تبكي على من فقدتَ؛ هذه تعوِّضك!!
فمن يأتي لهم به بعدما فقدوه بسبب حفرية طال عمرها حتى مات مَنْ حفروها!
ظُلمت كلمة "آسف" حينما وُضعت هناك! والقبيح في الموضوع أن تلك الكلمة تُترك هناك على جانب الطريق حتى تختفي بسبب طول المدة التي بقيت فيها!
كم من أشخاص فقدوا حبيباً لهم أو قريباً بسبب حفرية لم يكن لها أي إشارة إلى أنها موجودة؛ فتبقى الحسرة لأولئك، وتغيب المحاسبة للأشخاص الذين تسببوا في هذه الكارثة.
وفي الشارع نسمع ما تشيب له الرؤوس من قصص كان أبطالها مجموعة من "الحُفر" الموجودة في أغلب شوارعنا.
ومضة:
حلمٌ أن أرى شوارع مدينتي بلا "حفريات"، لا أظن أن الحلم سيتحقق قريبًا، لكنه سيبقى حلمًا حتى يتحقق.
http://sabq.org/pg1aCd