تبدأ في غضون الأسابيع القادمة العطلة الصيفية والتي تمثل استراحة محارب للكثيرين من الأسر للأب والأم والأبناء والبنات.. وحتى السائق والعاملة المنزلية. بيد أن الأحلام التي تكابرت خلال النصف الثاني من العام الدراسي في عطلة صيفية تطهر عناء العام تتلاشى مع تباشير الإجازة فتقضي على أمنيات السهر على ضفاف شاطئ العروس وتغتال الابتسامة الموعودة بدءاً بمشاريع الحفريات المزعجة مروراً بنقاط التفتيش الأمنية المسائية، والتي قد لا يوفق القائمون عليها في اختيار زمانها ومكانها فتذهب لحظات المساء والسهرة في طوابير الانتظار حتى إذا بلغت مركزاً ترفيهياً تجد أن الوقت أزف أو شارف وما عليك إلا أن تلج على عجالة بعد إلحاح وتوسل.
وأمام تواضع الخدمة وارتفاع المقابل وهاجس السلامة في كثير من أماكن الترفيه تفكر في مناجاة البحر على ذلك الرصيف المهترئ لتناجي مده وجزره وعلى إيقاع صخب منبهات المركبات المزمجرة غضباً من توقف السير وألم الاختناق من عوادمها، لم يكن أمامك بد من لملمة البساط والعودة في اتجاه المنزل الذي قد يمتد وقت العودة إليه إلى ساعة الإشراق، ربما تعيد الكرة مرة أخرى ولكن في نهاية الأمر وبعد تكرر خيبة الأمل تحتضر الابتسامة ويتلاشى الأمل في ظل غياب لافت لرؤية واضحة لنهضة سياحية حقيقية وتنصل لا أخلاقي كالعادة من كثير من الجهات الخدمية للسلبيات الطاغية على مشهدنا التنموي التي تناست في سبات من عين الرقيب أنها أوجدت من أجل أن ترقى بالإنسان والمكان.. وفي الصيف اختنق الحلم.
http://sabq.org/Ri1aCd