الانتقاد وتصيُّد أخطاء الآخرين والتقليل مما يقدمون أمرٌ سهل. الأمر الصعب أن يستطيع الشخص الإبداع، وإنجاز ما يعمل بشكل متميز..
مؤخراً، وفي المعرض الكوري الدولي الخامس للنساء المخترعات لعام 2012، حصلت الأستاذة نادية عبدالغفور الأنديجاني، المحاضرة المنتدبة لجامعة أم القرى، على الميدالية الذهبية. إضافة إلى أنه لا يكاد يمر شهر دون أن نسمع عن تفوق أو تميز أحد مبتعثي الوطن؛ فقد قرأنا مؤخراً عن دخول المبتعثة نجلاء النعمي قائمة المنظمة العالمية من المتميزين والمتفوقين من الطلاب الدارسين بالجامعات الأمريكية، وتكريمها ضمن مئة وخمسين طالباً على مستوى ملايين الطلبة الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وليس آخر هذه الأخبار بالتأكيد الخبر الذي طالعناه عن تكريم المبتعثة روان الرهين، التي تم تكريمها من قبل الجامعة التي تدرس بها بعد أن حصلت على أعلى معدل تراكمي في مواد تخصصها الدراسي، وهو الحاسب الآلي، متفوقة على أكثر من مئة وخمسين طالباً من مختلف الجنسيات.
تنتشر الأخبار بسهولة وسرعة؛ فتصل الآفاق، ويعرف بها كل أحد. أما الأخبار الإيجابية، التي تدعونا للفخر بمنجزات أبناء وطننا، فإننا نقف عن الحديث عنها وعن نشرها! بل الأدهى أن البعض يجعلها موضوعاً للتندر والضحك. نركز على الجانب السيئ فقط، وننشره، ونتحدث عنه في كل مجلس، ونرسله عبر رسائل الواتس آب ووسائل التواصل الاجتماعي، لكننا لا نحرص على نشر تميز وإبداع شبابنا وشاباتنا في مختلف المجالات.
أقامت وزارة التربية والتعليم مشكورة مؤتمر الإبداع الذي شارك فيه شبابنا وشاباتنا، وقدموا من الاختراعات ما يستحق أن يدعم ويُتبنَّى؛ ليتم إكمال هذا التميز بتحقيق اختراعات تعود بالنفع على الوطن والأمة أجمع، لكن ما حدث أن قلة فقط هم الذين سمعوا به أو علموا به، حتى أن شهرته في وسائل التواصل الاجتماعي لم تصل إلى شهرة وانتشار أحد الموضوعات التي تغرس السلبية أو العصبية وكل ما لا نفع منه..
اشتهرت مقولة لأحمد زويل تقول: "الغرب ليسوا عباقرة، ونحن لسنا أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح". كثيرون ممن قرؤوا هذه العبارة صادقوا عليها، إلا أن الكثيرين منا - ومن حيث لا يعلمون - هم سبب في فشل الناجحين أيضاً، بتجاهل هؤلاء الناجحين، وتجاهل تميزهم وإبداعهم.
لتغيير هذه التصرفات السلبية علينا أولاً أن نتوقف عن نشر كل ما فيه انتقاص وتقليل من شبابنا وشاباتنا، من أنه لا يمكن الاعتماد عليهم، بل علينا أن ننشر الأخبار المحفزة والإيجابية، والحديث عنها في المجالس، والفخر بشبابنا المبدعين والمتميزين و المخترعين؛ فذاك أقل ما يمكن تقديمه لهم ليستمروا، كما أنه سبب أيضاً في تحفيز البقية من شبابنا؛ ليحذوا حذو من سبقهم، ويستمر التميز والإبداع.
http://sabq.org/7i1aCd