عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 06-13-2013, 12:07 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية عبدالله بن نويمي

إحصائية العضو






عبدالله بن نويمي has a spectacular aura aboutعبدالله بن نويمي has a spectacular aura about

 

عبدالله بن نويمي غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0

مشاهدة أوسمتي

المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي في مواجهة العدم: قل كلمتك وامضِ

تعمل فينتقدوك، تكتب فيعادوك، تثور فيخافوك، ومهما بالغت في إكرامهم فلن ترضيهم ولن يرضوك، فلست أفضل خلقاً من محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا أنبل هدفاً، ولا أبعد رؤية، ومع ذلك فقد عاش معادى ومات محارباً، وقالوا له -كما لم يقولوا لأحدٍ غيره- ساحرٌ، ثم كاهنٌ, فمجنونٌ، لكنه لم يتزحزح عن عقيدته ومواقفه, غير أن هامش النقد ضاق على رقابهم لا رقبته الشريفة، فطار ذكره، وماتوا من الخاملين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين.

تفتش كثيراً في أحشاء الكتب، تتأمل أطول في هذا الوجود، فلا تخرج إلا بالنزر اليسير، فتشعر أن هذه (الثمرة) أيضاً أفكار مطروقة، ومعان متردمة، لا عليك: العلم نقطة كثّرها الجهال، الأهم شعورك تجاهها بأنها متدفقة، وخرجت ناضجة من مطبخ العقل، وليس بالضرورة أن ترد في الكتاب والسنة، المهم ألا تتعارض معهما.

لذلك فإن المرء يجب أن يقول في هذه الحياة كلمته، حكمته، رسالته، دون أن يتوجس خيفة من مدى تأثيرها، أو حجم الذين بلغتهم وسمعوها. فكلمة واحد يقرأها عشرة أشخاص ويتأثرون بها، توازي كلمات يقرأها الملايين ولا يعيرونها اهتماماً، لا فرق. فلا يكن هدفك حشد الجماهير ولا جمع المعجبين حولك، ولا يضيرك بعد ذلك من لم يلق لها بالاً، وفي المقابل لا يجب أن يطغيك الفرح حين يحتفي بها الآخرون، المهم أن تكون أميناً عليها، صادقاً فيها.
لقد عرض المفكر والفيلسوف الفرنسي (ديكارت) أبرز أفكاره في كتابيه (مقالة في المنهج) و (تأملات) وهما عنوانان قريبان من فهم العوام، وكان بإمكانه أن يطلق أسماءً أصعب، لكنه أراد أن يتحدث إلى الناس بسهولة, حتى قال عنه أحد أصدقائه إن من البساطة أن يقرأه ويفهمه الجميع حتى النساء! فقال في أحد كتبه: (خطتي هنا ليس تعليم الناس الطريقة التي يجب أن يتبعوها، وإنما توضيح ما اخترته لنفسي) كما ذكر ذلك راشد المبارك في كتابه شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة.

في الجانب الآخر، هناك من خالف هذه القاعدة، حيث قال كلمته وانقلب على نفسه، لأنه راعى الآخرين، ومنهم الوليد بن عتبة، حيث استمع في يوم ما إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو يقرأ القرآن, ترقرقت كلمات الحق في كيمياء عجيبة إلى قلب الوليد قبل أسماعه، فقال في كلمات موجزة كتبها التاريخ، قبل أن يسمعها ملأ قريش واصفاً القرآن الكريم: (إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق) ولأنه كان متجرداً في قول الحق، اجتمع عليه القوم وسادة قريش, مستكثرين أن تصدر منه هذه الكلمات، فشعر أن مكانته الاجتماعية بدأت تهتز, فتضعضع موقفه وانقلب على عقبيه، ليحكي القرآن تفاصيل الموقف (إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (24) (المدثر) فمضى مَثَل الأولين، والقرآن يحكي في سورة (الأنعام) مواقف مشابهة، وأن طاعة كثير من الناس -كما فعل الوليد- تغوي عن طريق الحق (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدّل لكلماته وهو السميع العليم. وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون).



http://sabq.org/tk1aCd







التوقيع

رد مع اقتباس