عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 02-28-2013, 01:55 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي "عواجيز" المناصب .. والمجتمع الشاب

كحال الجسد المُنهك الذي لا تتفق ولا تتناغم حركة "أطرافه" مع ما يرسله "الدماغ" من إشاراتٍ؛ إن كان يعاني خللاً في مؤشرات الإرسال والاستقبال.. يصبح حال المجتمع الذي يكون الشباب أغلب أفراده، ومعظم جسده وأطرافه؛ في حين أن رأسه وتفكيره يجثم عليه بعض المسئولين "كِبار السن" متمسكين بالمناصب المهمة، ومتفردين بالقرارات الحاسمة فيما يُستجَد من قضاياه وشئونه العامة.

ونظراً للاختلاف الكبير بين ما يؤمن به الرأس إن كان "عجوزاً" متأني التفكير، والجسد إن كان "شاباً" يضج بالحياة، والطاقة، والحركة، يبرز بشكلٍ تام الوضوح التنافر وعدم الانسجام بين متخذ القرار، والمستفيد منه؛ وتظهر لنا مشكلات إدارية مزمنة، وتتباطأ حركة التنمية في مختلف أوجهها، ويخف إيقاعها، وتصبح البيئة مناسبة لنمو الأورام في مختلف أنحاء جسد المجتمع كالمحسوبية، والواسطة، والمناطقية، والفساد الإداري والمالي، وتعقيد الإجراءات .. إلخ، التي تعمل على تشويه جماله، ومعطّلة لقدراته وإمكاناته، ومهدّدة بسلب روحه وإخلال تطور مساراته الطبيعية.

لذا فبين "رأس" يفكّر بأسلوبٍ قديمٍ بطيء في كل خطواته، وحركاته، وقراراته، يخطط بمثالية زائفة، وبتثاقلٍ مُملٍ متمسكاً بخيوطٍ تنظيميةٍ واهية، وقيمٍ إداريةٍ بالية، ومثالياتٍ لم تعد تنتمي لهذا العصر المتطور، وبين متطلبات جسدٍ فتي يبحث عن الجديد، ويتطلّع للمستقبل الواعد، ويتقبّل التعايش مع الأفكار الجديدة، ويملك القدرة والجرأة على قطع خيوط الوهم، وتفكيك دوائر العيب الاجتماعي. بين ذاك الرأس "عجوز"، وهذا الجسد "شاب" يتلاشى التفاهم، ويبتعد التوازن المطلوب، وتبرز تداعيات الاختلاف السلبية على المجتمع ومختلف جوانب الحياة فيه، وهذا ما يفسر لماذا نخطو خطوةً للإمام تتبعها عشرُ خطواتٍ للخلف.

هذا باختصار حال مجتمعنا الذي يكوِّن الشباب أغلب أفراده -70 % وفق بعض الدراسات - في حين يتحكّم كِبار السن، و"عواجيز المناصب" في مفاصله الإدارية، والذين وفق مفهوم تعاقب الأجيال، وأن لكل زمانٍ رجاله وشخصياته لم يعد من المُفيد وجودهم على كراسي المسئولية، ولا في اتخاذ القرار، بل إن مواقعهم الطبيعية هي تقديم الاستشارة من بعيد فقط "إن طُلب منهم ذلك"، فمساحات العمل الحكومي الرحبة حالياً في المجتمع يجب أن تكون للقادة الشباب، وللدماء الجديدة، ولمَن يستوعب فعلاً متطلبات العصر الجديد، ويستلهم أبعاده المتطورة في المرونة والمبادرة، وسرعة وشجاعة اتخاذ القرار، والتجديد، والتفاعل مع الناس وفق رؤية الحياة وفق منطلقاتٍ شبابية، ومبادئ عملية واقعية حديثة؛ بعيداً عن الانغلاق على فتات ذكرياتٍ إداريةٍ معقدة، وشعاراتٍ تنموية عقيمة لم ولن تصمد أمام الواقع الإداري الجديد في مجتمع شاب جديد.

هذه دعوة صادقة لتمكين القادة الشباب، والإداريين الجدد من مسارات العمل، والمواقع الإدارية المهمة في المناصب الحكومية التي إن مكنوا منها ودعموا فسينهض المجتمع، وسيُدفع به نحو الحركة الإيجابية خطوات واسعة وستلحق عربتنا، المتأخرة دائماً، بقطار الحضارة والتقدم الذي تجاوزنا منذ زمنٍ بعيد.





http://sabq.org/ff1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس