عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 11-14-2012, 05:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مراقب عام

إحصائية العضو






راعي الكيف is on a distinguished road

 

راعي الكيف غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي إطلالة الجاهلية الأولى

تناقلت وسائل الإعلام الجديد الجريمة المروِّعة التي كانت ضحيتها طفلة في عمر زهور الربيع، وطهارة ماء السماء، ونقاوة قطر الندى.. وكان القاتل الآثم هو والدها، الذي تقع عليه مسؤولية حمايتها والتحنن عليها وكفالتها حتى تكبر، وبعد أن تكبر، وكان قتلها وتعذيبها بدعوى الشك في أخلاقها.

وهكذا تطل علينا الجاهلية الأولى بوجهها القبيح من خلال عقول وأفكار أناس، لا يختلفون عن أبي جهل وأمية بن خلف وقيس بن عاصم؛ حيث قام أب بقتل ابنته ذات الأعوام الخمسة؛ لأن نفسه المريضة شككته في سلوكها؟؟ أي شك ذاك الذي يلحق بطفلة لا تزال تلثغ الكلمة، وتزرع البسمة؟.. فما عسى ذلك الآثم أن يقول في زوجته وأخته وبنات جيرانه وزوجة أخيه ونساء المسلمين؟

إذا ساء طبع المرء ساءت ظنونه *** وصدق ما في نفسه من توهم

ومما يدعو إلى الدهشة أن هذا الأمر المحرم قد تكرر من عدد من الآباء المجرمين، الذين يشتركون جميعهم في أنهم منفصلون عن أمهات أبنائهم وبناتهم، ويصرون على حضانة هؤلاء الصغار الذين حُرموا من حنان الأمهات وحمايتهن، وتُركوا بيد آباء لا يرحمون؛ فتحولت بيوت آبائهم إلى مقامع للتعذيب، وزنزانات للقهر، ثم ينتهي المطاف بإزهاق أرواح الأبرياء.. وكم من أطفال صغار لا نعلمهم، الله يعلمهم، يعانون أشد العذاب على أيدي آبائهم أو زوجات آبائهم، وينتظرون مثل هذا المصير المحتوم والمستقبل المشؤوم، ما لم يتنبه المسؤولون إلى حالهم، ويستقصوا ظروفهم، ويتابعوا شؤونهم من خلال ما يظهر من أحوالهم بالمدارس، وترتيب زيارات مفاجئة لكل من يعيش عند أحد الأبوين ممن كان انفصالهما بخلاف أسري. وتستطيع الجهات المسؤولة أن تحصل على معلومات مهمة من الجهات القضائية التي لديها قضايا الخلافات المدونة من الأزواج، ممن لهم أبناء وبنات قاصرات، وتضع في اعتبارها أسوأ الاحتمالات؛ فلا مكان الآن لحسن الظن بعد أن رأينا وسمعنا قصصاً مرعبة، كان ضحيتها أطفال أبرياء، قضوا نحبهم، ومنهم من ينتظر.

ومن المؤسف أنه لا يتم التحقُّق من الصحة العقلية والنفسية للآباء الذين يطالبون بحضانة أولادهم، رغم أن الولاية على الصغير تتطلب القدرة العقلية، والسلامة من الأمراض الذهنية والنفسية.. فما الذي يمنع من أن تطلب الجهات القضائية تقريراً طبياً يتأكد منه القاضي من سلامة طالب الحضانة والولاية على الصغير، من حيث أهليته وسلامته من تعاطي المخدرات ونفسيته وعقليته.. إلى آخره؟

ولا يساورني شك أن السلطات ستقتص من كل من أزهق روحاً محرَّمة، أو عذب طفلاً بريئاً، حتى ولو كان أحد الأبوين؛ لأن هؤلاء الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، ولم يجر عليهم القلم، هم الأولى بالحماية.

ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصالحون من الصحابة والتابعين يتحننون على الأطفال الصغار، ويداعبونهم، ويطلبون منهم الدعاء؛ فلعل طفلاً صغيراً له دعوة مستجابة عند العزيز الخبير.



http://sabq.org/FX0aCd







رد مع اقتباس